
إنا على 25عام أعيش بمفردي في شقة هي كل ما املك
ادعى باننى محظوظ
فقد وجدت عملا بعد التخرج بالرغم من انه لايمس إلى شهادتى بشي الا اننى
سعيد به
اصدقائى محدودين( أسف اقصد ليس لدى أصدقاء)
ايامى متشابهة اليوم مثل أمس مثل غدا لايتغير شيء
من العمل إلى المنزل والعكس ماعدا يوم الجمعة فهو يختلف
فقط في أنه يوم اجازتى
هواياتي هي القراءة والرسم ومشاهدة الأفلام الأجنبية فقط
لا أشاهد الأفلام العربية
فتلك الهويات هي التي تشعرني بوجودي في هذا العالم فانا
بطل ما أقراءة وبالرسم أعيش في أجمل الأماكن مع من أحب
ببساطة إنا شخص منعزل عن العالم الحقيقي ولكنى أعيش في
عالمي الخاص
لا أحب الزحام والتحدث وسط مجموعة من الأشخاص
أحب الليل لما فيه من هدوء
إنا أسف تكلمت كثيرا ولم أخبركم بطبيعة عملي
إنا مدرس في مدرسة للصم والبكم بالرغم من اننى خريج كلية
التجارة بتقدير جيد جدا إلا اننى إنا أكثر شخص يستطيع التعامل مع هؤلاء الأشخاص
لاننى واحد منهم
فانا تعرضت لحادث مع اسرتى وانا فى اجازة الثانوية قبل دخولى الجامعة بشهور فقدت فى هذا الحادث
ابى وامى ولكنى ايضا فقدت النطق وتاثر
سمعى فانا لا اسمع جيدا
بالرغم من امتلاكي لسماعة إذن غالية الثمن وعالية الجودة
ولكنى لا أحب إن أضع السماعة في اذنى وذلك لأنها تجعل الآخرين يتعاملون معي بحرص
بداية قصتي منذ دراستي في الجامعة بالرغم من اننى فاقد
النطق إلا اننى درست في جامعة عادية لأنة لاتوجد جامعة خاصة لمن هم في حالتي
في بداية العام الدراسي الأول حاول الكثير من الطلاب
التحدث معي ولكنى دائما كنت أتهرب من الحديث معهم
كنت اخجل من إن يعرفو باننى لا استطيع الكلام حتى شعر
الجميع باننى متكبرا
كنت اجلس دائما في وسط المدرج وتقريبا في نفس المكان
كنت احضر المحاضرات كاملة بالرغم من اننى لا استطيع سماع
ما يقول الدكتور
وفى احد الأيام وقعت عيني على فتاة ملامحها في منتهى
البراءة (بيبى فيس ) جذبني إليها ملامحها الطفولية
كنت اجلس دائما أراقب وجهها وكلما التقت عيني بعينها
اشعر بإحساس غريب مزيج من الخوف والسعادة
لاحظت هذه الفتاة نظراتي لها وأصبحت النظرات بيننا
متبادلة دون كلام أو محاولة من اى منا بمبادرة الأخر والتحدث إلية فهي كانت تخجل
التحدث إلى وانأ كما انتم تعرفون لا استطيع التحدث إليها
حتى جاء يوم لن انساة أبدا استيقظت في هذا اليوم مبكرا
وذهبت إلى الجامعة وجلست في مكاني كالعادة وفى إثناء المحاضرة وكالعادة كنت أتأمل
وجه الفتاة تحدث إلى الدكتور قائلا أنت يا شارد الذهن في اى موضوع نتحدث فلم التفت إلية فانا لا اعلم أنة يتحدث إلى
ولكن زميل كان بجواري هز كتفي وقال لي انتبه إن الدكتور يحدثك فهمت ذلك من تحريك شفتيه
وقمت واقفا وأعاد الدكتور السؤال مرة أخرى ولكنى لم أجيب عليه فقال لي بسخرية هل أنت
فقدت النطق لم افهم ما قال ولكنى شعرت من ضحكات الجميع من أنه يستهزئ بى
فكتبت إلى زميلي اننى لا أتحدث فانا فاقد النطق وكانت دموعي
قد سبقت كتاباتي
فقال زميلي ذلك للدكتور فسكت الجميع وبدأت نظرات العطف
التي اكرها طوال عمري ودائما اخفي حقيقة امرى حتى لا أرى هذه النظرات فخرجت من
المدرج وذهبت إلى شقتي وفى اليوم التالي كنت مترددا إن اذهب إلى الجامعة ولكن ما
دفعنى إلى الذهاب هو وجه الفتاة التي اعتادت عيني على رؤيتها دائما فأصبحت مدمنا
ملامحها فذهبت إلى الجامعة ووجدت زملائي منهم من يحاول التقرب منى لكي لا يشعرني
بوحدتي وهذا ينظر إلى بنظرات شفقة وعطف وتلك الفتاة تعاملنى على اننى طفل صغير
وتقول لي اانت جائع أتريد طعاما هم لا يفهمون فانا فاقد للنطق وليس فاقد للتعبير
عن نفسي
ولكن ما جعلني مندهش إن نظرات الفتاة لم تتغير وكان شيا
لم يكن
وبعد أيام قليلة من هذا اليوم تفا جئت بها تأتى وتجلس بجواري
وعرفتني على نفسها وسئلتنى عن اسمي فكتبت لها وتعرفنا على بعضنا البعض
ومرت ايام ونحن نتحدث معا وكانت لغة الحوار بيننا هى
الكتابة
عندما كانت تنظر الى وتلتقى عينى بعينها يشعر جسدى
بالبرد الشديد حتى نسيت باننى لا اتكلم
اصبحنا كيانا واحدا تعلمت من اجلى لغة الاشارة شاركتنى كل احلامى جسدت فى حياتى دور الام والاب والحبيبة
ولكن سرعان ما اعود لكى اتذكر باننى فاقد للنطق والسمع
كلما خرجنا معا وحدنا لا اشعر بهذا النقص ولكن عندما يخرج معنا زملائها اشعر
بالنقص الشديد فالكل من حولى يتكلم شفاة تتحرك وابتسامات ونظرات لا افهم معناها
وهى تنشغل معهم وتنسى اننى موجود فلها كل العزر فهى كانت معى طوال الوقت وتتعامل
بلغة الاشارة حتى كادت تنسى الكلام
ومرت الايام والسنوات ونحن معا نشارك بعض الفرحة والالم
والحزن
وفى اخر ايام الدراسة فجائتنى وعبرت لى عن رغبتها فى ان
نتزوج ولما لا فنهاية الحب الصادق الزواج
فطلبت منها تحديد موعد مع اسرتها
فقالت غدا فى السادسة فقلت لها هل هذا مناسب لوالدك
اخبرية اولا
فقالت هذا مناسب انى فى انتظارك ولكن انا اسفه يجب ان
تضع سماعة الاذن
وذهبت فى الميعاد وانا اقف امام شقتهم احمل فى يدى
مجموعة من الزهور المتفتحة اعدل من بدلتى قبل ان اطرق الباب ووضعت سماعة الاذن
فسمعت صوتها تبكى بصوت عالى وتقول لوالدها ارجوك يا
والدى لا تجرحة اجهز وقابلة فقط ونتناقش فيما بعد ولكن والدها يرفض وامها تقول لها
هل اصابك الجنان هل انتى قبيحة او مصابة بمرض لكى تتزوجى شخص معاق الم يعلم ان
امثالة يجب ان يبحث عن من هي مثلة
كانت تلك الكلمات بمثابة طلاقات فى صدرى ولكنها الحققة
من الممكن تعلمها لغة الاشارة جعل من السهل التعامل بيننا ولكن الحقيقة فانا معاق
فعدت الى شقتى دون ان اترك الباب واردت ان اعيد كل شئ الى مكانتة الطبيعية
فارسلت لها رسالة على تليفونها نصت على
(اليكى اميراتى لقد عشت معكى اجمل ايام حياتى فقد
جعلتينى ملكا متوجا,وحقا كنتى اميراتى ,ولكنى لم احبك ولم افكر فى الزواج منكى
فكنت احاول ان ادخل على حياتى السعادة فقط ..... انا اسف لن احضر فى الميعاد
اتمنى لكى رجلا يقدرك ويحفظك )
وبعد ان ارسلت لها هذه الرسالة تلقيت الرد فى رسالة اخرى
(ايها الملك المتوج على عرش النفاق فقد ضحيت بكل شيئ من
اجلك وتمسكت بك الى النهاية ,ولكنى كنت مخطئة , فهل تعيش الاميرة مع شخص معاق)
نعم انا شخص معاق فهذه هى الحقيقة لن تعيش الاميرة مع
شخص معاق
هذه الكلمات كانت ستلفظ بها فى اى وقت لانها الحقيقة
ولكن هل اذا كنا تزوجنا ونطقت بها كنت اسامحها...
فهذا افضل لى ولها فهى ضحت من اجلى وانا ضحيت بسعادتى من
اجل سعادتها
فكتبت لها رسالة ولم ارسلها لها فانا محتفظ بها حتى الان
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
يا اميراتى اليكى رسالتى فانا منذ طفولتى وانا وحيد,لم
اشعر بالسعادة من قريب او بعيد,لم العب لم الهو حتى فى ايام العيد,ولكنى كنت راضى
فى انتظار يوم جديد ,حتى رأيتك اميراتى وسكنتى قلبى ومهجتى
,وشعرت باننى انسانا سوى ,لى الحق فى الحب والسعادة وان
نلتقى , اميراتى عينيك اشعرتنى بالبرودة فى الصيف والحرارة فى الشتاء , وجهك ممتزج
بالبراءة والصفاء , ولكن معذرة اميراتى فانا لست ملكا متوجا على عرش النفاق , لكن
الحقيقة ان الاميرة لا تتزوج من معاق
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مع تحياتى
احمد البراوى
0 التعليقات:
إرسال تعليق